الجمعة، 30 أكتوبر 2020

رعب ..

 بعد أن تجاوزت لوحة العبور .. 

دخلت بيت مهجور .. 

يقال بأن تحدث فيه أمور .. 

أصوات نمور .. خيال طفل يمشي ودم يخرج من الصنبور .. 

فجأة ظهر أمامي وجه ممتلئ بالشرور .. 

فعدت أدراجي محاولاً الوصول إلى الجسور .. 




قال: سأخبرك حكايتي توقف وإلا سأثور .. 

أسمعني .. كنت مثلك ذو شخصية مرحة وغرور .. 

فقلت: أنا لست هكذا .. أنا صبور .. 

قال: لا تقاطعني وإلا سيسمع صراخك الجميع حتى سكان القصور .. 

قلت: أكمل أنا آسف ومعذور .. 

قال: قال كنت أخفي وجهي خلف قناع مسرور .. 

احبني الناس فأنا سيد الحضور .. 

كأني خطيب أو حاكم أو مجرد رجل مشهور ..

محاط بحشد كبير من الجمهور .. 

وفي يوم ذاب القناع فظهر وجهي الحقيقي بشع مكسور .. 

فهجرني الجميع فشعرت بنار داخلي كأني في تنور .. 

أنتظر وحدي ربما يريد أحد ما المرور .. 

فمضت ساعات وسنوات ودهور .. 

لم أرى أحداً حتى نملة أو دبور ..

أفكر وحدي في تلك الثواني والعصور .. 

هل كنت مظلوم أو ربما كلباً مسعور .. 



فقلت: الماء وإن شح إلا أنه حاجة الجذور .. 

والنار وإن خبت فهي مطلب كل القدور .. 

أخرج إلى الشارع ربما تجد أحداً ينتظرك عند إشارة المرور .. 

يقطع الشارع ذهاباً وعودة .. يتوقف ويدور ..

لن يبقى واقفاً طوال العمر .. فقط ربما بضع شهور .. 

قم معي الدنيا ممتلئة بالملائكة والحور ..




قال: لا اعلم هل فات الأوان .. أنا مقهور ..

أخاف من الوعود وأخشى الفشل .. فاسدة كانت تلك البذور .. 

أتجنب أسوء ماقد يحدث .. لذلك أنا عالق في هذه الجحور .. 


  

قلت: الفرصة تستحق المجازفة ..فكر فيما قلته لك .. أنتظرك عند السور .. 

إن خرجت فسوف ترى على وجهي كل السرور .. 

ألم تشتاق وتحن .. تشتهي فقط أن تزور .. 

هيا بنا نكمل كتابنا ونخط السطور .. 

حياة قصيرة .. نهايتها قبور .. 




وقفت انتظر أغمضت عيناي وأخذت نفساً عميقاً وفتحتهما فإذا بي واقف أمام مرآه محاطاً بالرمال والصخور .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق