الأربعاء، 6 يونيو 2018

حكاية طالب جامعي

البداية : طموح وإندفاع ..

دخلت الجامعة مثلي مثل أي طالب جديد ولكن الفرق بيني وبينهم أني اعاني رهبة المكان الجديد .. وكأني طفل يدخل الروضة لأول مرة ..

كانت البداية طموح .. أن تدخل المكان وبمجرد عبورك ذاك الباب تشعر وكأنك تنتمي لذاك المكان ..

مرت الأيام مثل غيرها .. أيام جميلة وأيام سيئة والأيام السيئة كانت معدودة مقارنة بغيرها من الأيام .. إلا أن الوضع أصبح روتين يومي .. ولم تكن عندي أي مشكلة مع الروتين ..


بعد سنين تحول الوضع للأسوء .. لم أستطع بأني قادر على الأكمال .. لذا قررت تغير التخصص ..



ولأن المعدل كان فالحضيض لذا حاولت الاكمال مع جد وأجتهاد ولكن لم يتغير الكثير .. لا ندعي الكمال فلسنا أهل له .. والأخطاء واردة وكل بني آدم خطاء .. وأول طريق التصحيح هو الإعتراف بالخطأ .. وحتى مع الأوضاع السيئة لا أحد يبالي بمحاولاتك ولا شعورك فأغلب البشر لا يتحدثون عنك سوى بالإنطباع الأولي الذي أخذوه عنك ..



وحين يغادرك كل زملائك تصبح وحيدا كعادتك .. الوحدة جميلة فلا يوجد من تتألم من كلامه ونظراته .. ولكن مع الوحدة تبقى تقاتل بمفردك وتتحمل كل شيء وحدك .. إلا أن مع هذا الوضع تتأثر داخلياً .. لذلك بدأت الأوضاع تسوء أكثر .. أمراض .. ومعدة متعبة لا تجد لها حل .. وأرق شديد يكرهك في حياتك .. إنعزال لأنك تعبت من تلك الأسئلة التي تتكرر دون كلل أو ملل .. أسئلة لا تمتلك لها جواباً .. والأسوء من هذه الاشياء هو الإكتئاب .. تشعر وكأن الحياة بأكملها مظلمة لا تنيرها أنوار الدنيا كلها .. ولأني حاصل على الإمتياز مع مرتبة الشرف في الكتمان فلم يظهر أي شيء فيني .. من يقرأ عن الإكتئاب يعلم بأنه ينقسم إلى قسمين : إما أن يظهر على الشخص الحزن العميق أو أن يصبح الشخص سعيداً يضحك على كل شيء وإن كان الشيء عادياً .. من يراك لا يعلم لا مافيك ولا يعلم ظروفك .. وفالنهاية على الأغلب لن يبالي فيك ..


واصعب وقت مر علي .. هو حين كان الوضع ضبابي .. لا أعلم هل أستطيع الوصول أو أني سأخسر كعادتي .. شعرت بأني واقف وسط دائرة تدور دون توقف وأني أمشي في مكاني .. لم أقدر على تجاوز الأمر ..


وهذه المشاكل تؤدي إلى الغياب .. والمضحك المبكي أن هذه الأشياء لا تجدي نفعاً مع الناس ويعتبرونها بأنها مجرد أعذار واهية لا صحة لها ..

ومع المحاولات لم يتغير شيء وأصبحت الدائرة تدور دون جدوى .. ولم نكتسب منها سوى التعب دون فائدة ..


أتعلم ما هو المؤلم ياصديقي .. أن تفقد الشغف بالمكان .. وتصبح من شخص يحب كل شيء إلى شخصاً يعيش دون مبالاة .. لا يغير أي شيء شعوره .. يتحول إلى شخص آلي يمشي ويؤدي مهامه دون شعور ..



تواصل الضغط وكل باب نلجأ إليه نجده مغلقاً .. ولأني آمنت بالوصول إلى الهدف لم أفقد الأمل .. من معاه الله مما يخاف .. الله أكبر من هذا الحزن .. أكبر من ذاك الألم .. ومهما أظلمت الدنيا فالنهاية لابد لليل أن ينجلي ..


" أعظم إنتقام هو أن تنجح بشدة"
كانت مقولة ثم أصبحت قاعدة .. فالإنتقام لا يعني دائما المضرة لشخصاً ما وحتى نفسك .. بل من الممكن بأن يكون الإنتقام هو دليل وبرهان بأنك أفضل مما يتخيلون ..



لا أعلم صراحة كيف ذهبت تلك الغمة .. ولكني أعلم أن وراء حل تلك المشاكل كن فيكون ..


الشخص عليه بأخذ بالأسباب والتوكل على الله .. والله سيسخر لك عباده ليساعدوك .. والتغير يبدأ من الداخل .. لا تتوقع أن تحل مشاكلك وأنت نائم في فراشك .. والتغير يكون من عدة نواحي هي تصرفات تفعلها كأن تتعب وتتنازل عن سعادتك لتصل للهدف ..


والتحبيط يؤثر عليك .. ربما يأتي من أقرب المحيطين بك .. ربما يكون بقصد او بدون قصد .. لكنه فالنهاية عبارة عن شخص يفرغ طاقته السلبية فيك .. لذا التجاهل هو الحل ..



واليوم بعد سنين أستطيع القول بأني نجحت وتغلبت على كل شيء .. وأستطيع القول بأني أثبت لمن لم يؤمن بي بأني أستطيع الوصول للهدف ..



وكل شيء فالحياة خيرة .. فلا أشعر بأني أستطيع الوصول للنضج الذي أنا فيه لو لم أمر بتلك المشكلة .. وأصبح لدي دليل هل هناك أصعب من أن تمشي في مكانك لسنين ..


رأي شخصي:
أشعر بأن الشخص بإمكانه إما يكون سلبياً أو إيجابياً رغم كل الظروف المحيطة .. اللامبالاة تنفع في هذه الحالة .. والشعور يبدأ صغيراً ثم يكبر .. الأمر بحاجة لمقاومة وتختلف المقاومة بإختلاف حجم الشعور .. مثال على ذلك لو جاء نبأ بأن جيشاً قادم للهجوم على مدينة ما .. لو تسرب الإحباط في نفوس أهل المدينة سوف يخسرون بسهولة .. ولكن أن إمنوا بقدراتهم سوف يمتلكون المقاومة وربما يخسرون ولكن بعد كفاح طويل .. كذلك الأمر بالنسبة للأمور الآخرى ..



شكرا لمن كان كلامهم السلبي حجارة وصلنا لها إلى هدفنا ..


تعلمت من هذه التجربة أن مهما تأخر عليك نصيبك في النهاية هي خيرة .. وإن الله لا يضيع من أحسن عملا ..



وأستطيع القول لمن هو عالق بوضع مثل وضعي بان يأخذني كمثال .. فأنا بقدراتي البسيطة والضعيفة أستطعت الوصول فأي شخص يستطيع الوصول مثلي ..



واليوم أنا ولدت من جديد ..


#مثلك_أنا تؤلمني كلمة جارحة وأسلوب مبتذل ونظرة شامتة ..

#مثلك_أنا لم أعش حياتي كما أريدها .. لكني صبرت ..

#مثلك_أنا أتوق للمستقبل البعيد وأعيش مع الحنين متطلعاً لفرح كبير ..

#مثلك_أنا الوقت دمرني .. لكن هذا الوقت مر ..





أول السطر : أشكر كل من ماوقف معنا ..

دعوة: اللهم لك الحمد حتى ترضى .. ولك الحمد إذا رضيت .. ولك الحمد بعد الرضى ..

آخر السطر : ماقصدهم شي سوى عثرة جوادي .. حاشا علي ما عثرت ..




خاتمة : إلى من نجح إستثمارهم فينا ولو كان متأخر .. إلى من راقبونا من بعيد .. إلى من إنتظرو نجاحنا بصبر .. إلى تلك العيون الشامتة .. إلى من إنتظرو سقوطنا .. إلى من خذلونا ولم نخذلهم .. إلى نفسي الصابرة .. إلى من أمطرونا بدعواتهم الصادقة ثم رحلو بهدوء .. إلى من أبعده المرض بعيداً عنا .. إلى من كانو معنا في أوقاتنا السيئة قبل الجيدة .. إلى ذاك الوقت الصعب .. أنا وصلت ..