الجمعة، 19 فبراير 2016

الإعتراف بالذنب .. فضيحة ..

مقدمة :

غريب ذاك الطبع السيء في البشر وأنا منهم .. حين يخطأ من نكره نعظم خطأه ونصنفه كأقرب للكبائر ونبحث عن الزلات لنذكره بها .. ولكن حين نخطأ نحن ومن نحب .. نصغر الخطأ ونبرره وكأنه لم يفعل شيئا ..



يقول جورج كارلين هل سبق أن لاحظت أن كل من يسوق سيارته أبطء منك أخرق, وكل من يقودها أسرع متهور؟

المقولة تلخص الموضوع في جملة .. وكأن الشخص لا يفعل إلا الصواب .. كل من خالفه مخطأ ..


كيف تتعامل مع أخطاء الناس ؟

الناس في أغلب الأحيان .. حين يرون خطأ ينسون كل شيء جميل .. ولا يتذكرون إلا اللحظات السيئة .. منهم من يشمت بك ومنهم من يغتابك ويحاول بأن يحط من قدرك أمام الناس ..

جميل بأن تنصح بأسلوب لا يوجد به أي قسوة أو تهجم ..

*قصة*
بينما كان رجل يطوف حول الكعبة سمع رجل يقول : يا كعبة أنا فقير .. يا كعبة أريد السعادة .. فأتى له الرجل وقال: أنا أحفظ بضع سور من القرآن الكريم وأريدك بأن تسمع لي .. فقال لا بأس .. فقرأ له سورة قريش حتى إذا وصل إلى قوله تعالى : "فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ" .. فذكرها دون قول رب .. فقال الرجل : فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ .. فأعاد القراءة دون قول رب .. فقال الرجل : فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ .. فأتم القراءة ثم قال : أعلم بأن الآية فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ .. لكني سمعتك تقول يا كعبة .. فأحببت أن أنبهك .. فأدرك الرجل خطأه ..


*قصة*
بينما كان الحسن والحسين رضي الله عنهما أطفال .. كانا يريدان الوضوء .. فوجدو رجل لا يحسن الوضوء .. يبدأ بوجهه ثم رجله ثم يديه .. فقالا له ياعم نريدك أن تحكم من يحسن الوضوء فينا .. فبدأ الحسن رضي الله عنه بالوضوء خطوة بخطوة والرجل يشاهد .. ثم توضأ الحسين رضي الله عنه .. فقال الرجل .. جزاكما الله خيرا .. لقد علمتماني الوضوء ..

لم يقولا له أنت رجل كبير ولا تعرف كيف تتوضأ .. لم يهزأ به أحدهما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ..

----------------------------

الأخطاء نقع فيها لنتفاداها .. لماذا تدور في نفس الدائرة وتقع فالخطأ مرارا وتكرارا .. ولا عيب إن كنت في نفس الدائرة لمدة طويلة .. ولكن العيب أن تبقى فيها .. والصواب أن تخرج منها .. مجرد قرار الخروج لا يفيد " يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ" [الصف: 2]



أؤمن بأن يجب على الإنسان تحمل عواقب أخطائه .. مثلا حين يعترف شخص يراه الناس متدين وهو أشبه بالقدوة لهم بأنه يسرق .. لا يتوقع أن يفرح الناس بإعترافه ويبررو له خطأه ..

لكن أحيانا يقسو الناس على المخطأ كأنه لم يشعر بخطأه .. كأنه لا يتألم من حزن يطارده طوال الوقت .. كأنه لا يبالي بوقت يتمناه أن يعود .. حتى حين يحاول تصحيح الخطأ ..





سؤال بسيط : لماذا لا يصمت الناس .. لا نريد أي تشجيع أو دوافع .. فقط نريد الصمت .. فكلامهم يؤلمنا ويهدم الطموح .. كيف يريدوننا أن نجلس معاهم حين يكون كلامهم كله تحطيم ؟؟





أول السطر : تأنيب الضمير .. عقاب كافي ..

آخر السطر : يراودني أمل ..

 دعوة : أعني يا الله  لأصلح ما أفسدته بغباء ..



خاتمة : أعترافك بالخطأ أول طريق التصحيح ..