الخميس، 9 يناير 2020

عاطل ..

في يوم حار لهيبه أشبه بالنار ..
قصدت مكاناً ابحث عن وظيفة تستر العار ..
قابلني شخصاً صرخ بعصبية أجلس في قاعة الإنتظار ..
بعد ساعات دخلت على شخص بيده قلم وأمامه أحبار ..
قلت: ياسيدي مللت من الفرار ..
أرغب بأن أكون صاحب قرار ..
فقال: ماشأنك .. أأنت من الأخيار ..
فقلت: مايفعل من مثلي ضاع عمره بين ضباب وغبار ..
فقال: عملنا ممتلئ بالأسرار ..
لذلك لا تستحق المنصب بإقتدار ..
فقلت: كيف أغير الأقدار .. فأنا ناتج رقم مضروب بأصفار ..
فقال: أتفعل هذا كل نهار .. تخرج فقط لتتوسل الكبار ..

فتحول وجهي للإحمرار ..
وتسلل اليأس إلى نفسي كالأنهار . 
وقلت: هذا طبعي وطبع الصغار ..
نتمنى أن نعيش ولو يوماً واحداً دون إنكسار ..

فأخذ الكأس من أمامه ورشف وكأنه يشرب من بحار ..
وقال: ليس عندي لك شيء .. إذهب إلى الجار ..
فقلت: أهو من الأشرار ..
فقال: لا ولكن إنتبه .. هو مكار ..

فخرجت أطلب العون من العزيز الجبار ..
ضللت طريقي وأخذت ابحث في الجوار ..
أسأل هذا وذاك .. شخص يجيب وآخر مشغول مع الأذكار ..
وصلت إلى وجهتي .. عمارة من تسعة أدوار ..
وصلت أخيراً بعد تعب .. متطلعاً إلى أخبار ..

عرفته من مكتبه .. أشخاص يدخلون وآخرون يخرجون وشخص مار ..
أعطاني ظهره أمال كرسيه ثم دار ..
سأل: أنت من تلك الدار ..
فقلت: لا أنا إنسان طيب وبسيط وأحياناً غدار ..
فقال: يا هذا يبدو بأنك سوف تصبح تذكار ..
وإقترب مني كالإعصار ..
ودفعني حتى إرتطمت بالجدار .. 
قال وعيناه يتطاير منهما الشرار ..
ألا تفهم كلامي .. أسرع قبل أن تصبح دمار ..
أترى ذاك الباب .. أدر مقبضه من الخارج بكل سكينة ووقار ..
وإلا قذفتك من النافذة فإما أن تسقط أو تكون صقراً طيار ..
فخرجت من المبنى أعدو وكأنني سجين فار ..



أتسائل مع نفسي: لماذا غضب الحمار؟