الجمعة، 4 ديسمبر 2020

في يوم الجمعة ..

 صرخ الخطيب بالمصلين وكأن بنا صمم .. 

فخرجت وقد طحنتني الأجساد وأورمت القَدم .. 

وأنت بينهم لا تشعر إلا بالندم .. 

لا جديد ولا شيء يذكر هذا حالنا منذ القِدم .. 




وأنا امشي تائهاً اسمع احاديث وأسمع دق الجرس .. 

الكل مستعجل هذا يطير بمركبة وآخر يعدو على فرس ..

اطفالاً يلعبون وآخر يحدث الباقين نجح بعد أن درس .. 



مررت بشخص يضحك وآخر يشكو من الأمل ..

وشخص مغرور وعاطل يبحث عن عمل .. 

وبائع ينادي عرض خطير الجمل بما حمل .. 



تركتهم ومضيت في طريقي حتى قابلني البحر .. 


ياله من متقلب .. جزر يتبعه مد .. 

أجرُ خطواتي بعيداً عنه .. حقاً ذبل الورد .. 

يالزمان .. كم كنت أحلم وقد كنت .. وقد .. 



لم تكن لدي خطة لذا أخذت بالدوران .. 

العين تغلي والدموع بدأت بالفوران .. 

لمحت شخصا من بعيد فصحت باتمان .. 



حينما وصلت دققت النظر كان يبدو ماكر .. 

نظر إلي بغرابة وبدأ حديثاً ساخر .. 

قال: هل تتعاطى شيئاً فاخر .. 

أجبت: ظننتك شخصاً اخر ..


فعدت ادراجي تعثرت وسقطت .. 

حاولت النهوض .. دوار كأني مئة سنة كبرت .. 

يحدثني فأرى ضباباً .. هل هو واقع أم جننت .. 



امسكت رأسي شي حار ينزل .. صرخت دم .. 

قال: بسيطة لا تخاف .. تصوره مجرد جرعة قليلة من السم ..

ياله من مجنون .. يا هذا إتصل على الوالد او العم .. 

فقال لن أفعل قبل أن تعطيني مامعك فقلت: كم ..




يالك من شخص حقير .. بل أنك ضرير .. 

ألا ترى جرحي الغزير .. 

فقال: إحفظ لسانك أنا خطير .. 

فقلت المعذرة لكن لا اقوى على الزفير .. 




وضع يده على رأسي وأخذ يتمتم بكلمات وأنا اردد آه وآه .. 

فجأة ارعبتني صرخة .. فتحت عيني إذا بالخطيب ينادي .. قومو إلى الصلاه .. 


الجمعة، 13 نوفمبر 2020

هذيان .. بعد جراحة أسنان ..

 كان يا مكان .. 

في هذا الزمان .. 

وصلت مع نداء الأذان 

عبرت الباب .. أمي أمامي ويتبعني أخوان ..


غرس الطبيب حقنة التخدير في ذراعي وبدأت أشعر بأني نعسان .. 

قال هيا لا تكن جبان ..

ثم أمسك المشرط واخذ يمرره وكأنه يدندن على كمان .. يعزف أحلى الألحان .. 


أكمل عمله بعد مضي ساعة أو ساعتان .. 

إستيقظت بعد غفوتي وأنا أشعر بالدوران ..

بين يقظة وحلم تارة أشعر بالخوف وتارة بالأمان .. 

أناديه بعثمان مرة ومرات بسلمان .. 

يعطيني حساء ولكنني أشتهي رمان ..

 سألته: مرضاك من أين فأجاب بسخرية: ألمان ..

فقلت: ألا تعلم بأن لدي قدمان .. 

وأحياناً يشار إلي بالبنان .. 

فقط في بعض الأحيان .. 

مع أني كالسرطان .. 

إلا أن عيبي النسيان .. 

وهذا طبع الإنسان .. 

تجاهلني وأخذ يردد سكران .. 



بينما كانت العينان مغمضتان .. 

لا أعلم حقيقة هي أو حالة سرحان ..

ناديت الممرضة: يا رزان .. 

كسرني الحرمان .. 

أريد بعض الحنان .. 

فضحكت وقالت: أسمي روان .. 

قلت: لا أريد أن أرى الخذلان .. 

أشعر بالبرد .. اسعفيني بالأحضان ..

ألا تعلمين بأنكِ وردة وسط البستان .. 

وعيناكِ أشبه باللؤلؤ أو المرجان .. 

وإني كلما اراكِ أرى الجنان .. 

وحدكِ في كل البلدان .. 

فأجابت: لكَ كل الإمتنان .. 




أضواء ساطعة تعم المكان .. 

تحول لون الحائط إلى ألوان ..

أشم رائحة الريحان ..  

أغمضت عيني وقلت يا سوبرمان .. أوصلني إلى عمان .. 

سمعت صوتاً غاضب يقول: أفتح عينيك ترى العمران .. 

فقلت: لا اعلم أشعر بالتوهان .. 

لا أريد أن افتحهما .. أنا كسلان .. 

بعنف هزني فشعرت أني نخلة او سنديان ..

دون شعور رددتها له بالقبضتان .. 

قال: أجننت أتريد أن يراك السكان ..

قلت: آسف كنت وكنت وكان .. 


هل حسابك فقط درهمان ..

فقال: ماعملته لك لم يكن سوى إحسان .. 

ففرحت وقلت: إذاً سوف تراني في كل مكان .. 

قال: فات الأوان ..

أغرب عن وجهي ولا تعد إلا قبل إستئذان ..



فخرجت أقول لنفسي: جئت ولم اكن أشكو سوى من أمران .. 

وخرجت والألم في عروقي كالبركان ..

جعلني أتلوى كأنني ثعبان .. 

 




لا اعلم هو جراح أم شيطان .. 

الجمعة، 30 أكتوبر 2020

رعب ..

 بعد أن تجاوزت لوحة العبور .. 

دخلت بيت مهجور .. 

يقال بأن تحدث فيه أمور .. 

أصوات نمور .. خيال طفل يمشي ودم يخرج من الصنبور .. 

فجأة ظهر أمامي وجه ممتلئ بالشرور .. 

فعدت أدراجي محاولاً الوصول إلى الجسور .. 




قال: سأخبرك حكايتي توقف وإلا سأثور .. 

أسمعني .. كنت مثلك ذو شخصية مرحة وغرور .. 

فقلت: أنا لست هكذا .. أنا صبور .. 

قال: لا تقاطعني وإلا سيسمع صراخك الجميع حتى سكان القصور .. 

قلت: أكمل أنا آسف ومعذور .. 

قال: قال كنت أخفي وجهي خلف قناع مسرور .. 

احبني الناس فأنا سيد الحضور .. 

كأني خطيب أو حاكم أو مجرد رجل مشهور ..

محاط بحشد كبير من الجمهور .. 

وفي يوم ذاب القناع فظهر وجهي الحقيقي بشع مكسور .. 

فهجرني الجميع فشعرت بنار داخلي كأني في تنور .. 

أنتظر وحدي ربما يريد أحد ما المرور .. 

فمضت ساعات وسنوات ودهور .. 

لم أرى أحداً حتى نملة أو دبور ..

أفكر وحدي في تلك الثواني والعصور .. 

هل كنت مظلوم أو ربما كلباً مسعور .. 



فقلت: الماء وإن شح إلا أنه حاجة الجذور .. 

والنار وإن خبت فهي مطلب كل القدور .. 

أخرج إلى الشارع ربما تجد أحداً ينتظرك عند إشارة المرور .. 

يقطع الشارع ذهاباً وعودة .. يتوقف ويدور ..

لن يبقى واقفاً طوال العمر .. فقط ربما بضع شهور .. 

قم معي الدنيا ممتلئة بالملائكة والحور ..




قال: لا اعلم هل فات الأوان .. أنا مقهور ..

أخاف من الوعود وأخشى الفشل .. فاسدة كانت تلك البذور .. 

أتجنب أسوء ماقد يحدث .. لذلك أنا عالق في هذه الجحور .. 


  

قلت: الفرصة تستحق المجازفة ..فكر فيما قلته لك .. أنتظرك عند السور .. 

إن خرجت فسوف ترى على وجهي كل السرور .. 

ألم تشتاق وتحن .. تشتهي فقط أن تزور .. 

هيا بنا نكمل كتابنا ونخط السطور .. 

حياة قصيرة .. نهايتها قبور .. 




وقفت انتظر أغمضت عيناي وأخذت نفساً عميقاً وفتحتهما فإذا بي واقف أمام مرآه محاطاً بالرمال والصخور .. 

الخميس، 9 يناير 2020

عاطل ..

في يوم حار لهيبه أشبه بالنار ..
قصدت مكاناً ابحث عن وظيفة تستر العار ..
قابلني شخصاً صرخ بعصبية أجلس في قاعة الإنتظار ..
بعد ساعات دخلت على شخص بيده قلم وأمامه أحبار ..
قلت: ياسيدي مللت من الفرار ..
أرغب بأن أكون صاحب قرار ..
فقال: ماشأنك .. أأنت من الأخيار ..
فقلت: مايفعل من مثلي ضاع عمره بين ضباب وغبار ..
فقال: عملنا ممتلئ بالأسرار ..
لذلك لا تستحق المنصب بإقتدار ..
فقلت: كيف أغير الأقدار .. فأنا ناتج رقم مضروب بأصفار ..
فقال: أتفعل هذا كل نهار .. تخرج فقط لتتوسل الكبار ..

فتحول وجهي للإحمرار ..
وتسلل اليأس إلى نفسي كالأنهار . 
وقلت: هذا طبعي وطبع الصغار ..
نتمنى أن نعيش ولو يوماً واحداً دون إنكسار ..

فأخذ الكأس من أمامه ورشف وكأنه يشرب من بحار ..
وقال: ليس عندي لك شيء .. إذهب إلى الجار ..
فقلت: أهو من الأشرار ..
فقال: لا ولكن إنتبه .. هو مكار ..

فخرجت أطلب العون من العزيز الجبار ..
ضللت طريقي وأخذت ابحث في الجوار ..
أسأل هذا وذاك .. شخص يجيب وآخر مشغول مع الأذكار ..
وصلت إلى وجهتي .. عمارة من تسعة أدوار ..
وصلت أخيراً بعد تعب .. متطلعاً إلى أخبار ..

عرفته من مكتبه .. أشخاص يدخلون وآخرون يخرجون وشخص مار ..
أعطاني ظهره أمال كرسيه ثم دار ..
سأل: أنت من تلك الدار ..
فقلت: لا أنا إنسان طيب وبسيط وأحياناً غدار ..
فقال: يا هذا يبدو بأنك سوف تصبح تذكار ..
وإقترب مني كالإعصار ..
ودفعني حتى إرتطمت بالجدار .. 
قال وعيناه يتطاير منهما الشرار ..
ألا تفهم كلامي .. أسرع قبل أن تصبح دمار ..
أترى ذاك الباب .. أدر مقبضه من الخارج بكل سكينة ووقار ..
وإلا قذفتك من النافذة فإما أن تسقط أو تكون صقراً طيار ..
فخرجت من المبنى أعدو وكأنني سجين فار ..



أتسائل مع نفسي: لماذا غضب الحمار؟