الجمعة، 13 نوفمبر 2020

هذيان .. بعد جراحة أسنان ..

 كان يا مكان .. 

في هذا الزمان .. 

وصلت مع نداء الأذان 

عبرت الباب .. أمي أمامي ويتبعني أخوان ..


غرس الطبيب حقنة التخدير في ذراعي وبدأت أشعر بأني نعسان .. 

قال هيا لا تكن جبان ..

ثم أمسك المشرط واخذ يمرره وكأنه يدندن على كمان .. يعزف أحلى الألحان .. 


أكمل عمله بعد مضي ساعة أو ساعتان .. 

إستيقظت بعد غفوتي وأنا أشعر بالدوران ..

بين يقظة وحلم تارة أشعر بالخوف وتارة بالأمان .. 

أناديه بعثمان مرة ومرات بسلمان .. 

يعطيني حساء ولكنني أشتهي رمان ..

 سألته: مرضاك من أين فأجاب بسخرية: ألمان ..

فقلت: ألا تعلم بأن لدي قدمان .. 

وأحياناً يشار إلي بالبنان .. 

فقط في بعض الأحيان .. 

مع أني كالسرطان .. 

إلا أن عيبي النسيان .. 

وهذا طبع الإنسان .. 

تجاهلني وأخذ يردد سكران .. 



بينما كانت العينان مغمضتان .. 

لا أعلم حقيقة هي أو حالة سرحان ..

ناديت الممرضة: يا رزان .. 

كسرني الحرمان .. 

أريد بعض الحنان .. 

فضحكت وقالت: أسمي روان .. 

قلت: لا أريد أن أرى الخذلان .. 

أشعر بالبرد .. اسعفيني بالأحضان ..

ألا تعلمين بأنكِ وردة وسط البستان .. 

وعيناكِ أشبه باللؤلؤ أو المرجان .. 

وإني كلما اراكِ أرى الجنان .. 

وحدكِ في كل البلدان .. 

فأجابت: لكَ كل الإمتنان .. 




أضواء ساطعة تعم المكان .. 

تحول لون الحائط إلى ألوان ..

أشم رائحة الريحان ..  

أغمضت عيني وقلت يا سوبرمان .. أوصلني إلى عمان .. 

سمعت صوتاً غاضب يقول: أفتح عينيك ترى العمران .. 

فقلت: لا اعلم أشعر بالتوهان .. 

لا أريد أن افتحهما .. أنا كسلان .. 

بعنف هزني فشعرت أني نخلة او سنديان ..

دون شعور رددتها له بالقبضتان .. 

قال: أجننت أتريد أن يراك السكان ..

قلت: آسف كنت وكنت وكان .. 


هل حسابك فقط درهمان ..

فقال: ماعملته لك لم يكن سوى إحسان .. 

ففرحت وقلت: إذاً سوف تراني في كل مكان .. 

قال: فات الأوان ..

أغرب عن وجهي ولا تعد إلا قبل إستئذان ..



فخرجت أقول لنفسي: جئت ولم اكن أشكو سوى من أمران .. 

وخرجت والألم في عروقي كالبركان ..

جعلني أتلوى كأنني ثعبان .. 

 




لا اعلم هو جراح أم شيطان ..